المنفى المكان البارد ، الموحش ، الذي يشعرك دائما أنك غريب ، زائد ، وغير مرغوب فيه ، المكان الذي تفترضه مـحطة أو مؤقتا ، فيصبح لاصقا بك كالعلامة الفارقة ، وربما لأنه مؤقت يصبح وحده الأبدي ، كالقبر ، لا يمكن الهروب منه أو مغادرته . حتى الفرح والمسرات الصغيرة ، وأيضا الانتصارات العابرة أو الموهومة ، إن لها في المنفى مذاقا مختلفا ، إنها ليست لك . إنها مؤقتة ، هشة ، وتتحول بسرعة إلى حزن كاوٍ ، وإلى بكاء لا يعرف التوقف . أما كيف تذوب وتتراجع كالحلم ، ولا تشبه مثيلاتها التي تحدث في الوطن ، فإن الأمر سرا يستعصي على الفهم أو التفسير .