تخضع مسألة تنظيم النسل للمصلحة.... وتدور مع المصلحة وجودا وعدما, بمعني أننا لو تصورنا أمة من الأمم عدد سكانها قليل, ومواردها الطبيعية هائلة, فقد صار من واجب هذه الأمة أن تزيد من نسل افرادها, وتعطي جوائز لمن ينجبون عشرة أطفال أو أكثر....
نتصور الصورة العكسية..
مجتمع عدد افراده يتزايد, بينما الموارد الطبيعية ثابتة أو تتآكل.. علي هذا المجتمع أن يقوم بتنظيم نسله, دفعا للضرر المترتب علي الانفجار السكاني...
وهكذا تختلف المصلحة, فيختلف أسلوب التصرف والاختيار... في أوروبا هذه الأيام مثلا مشكلة أن عدد السكان لايزيد, إنما يتناقص, لماذا يحدث هذا؟ لأن الناس لا تريد إنجاب اطفال, لأن إنجاب الاطفال يكلف نقودا كثيرة, وهم يريدون الاستمتاع بحياتهم ورفاهيتهم وعدم النزول عنها لأي سبب حتي لو كان هذا السبب هو الأطفال.. هي نظرة أنانية, ولكنها واقع قائم, وهي سبب في الموقف الذي تأخذه أوروبا من المهاجرين ومقاومتها للهجرة إليها, لم إنهم يعلمون أن استمرار الأوضاع علي حالها سيخل بالكثافة السكانية للأوروبيين, فيصبحون اقلية في مجتمع يضم اغلبية من المهاجرين.. الأطفال إذن مشكلة في العالم كله مع اختلاف الأسباب والصور... ماذا عن مشكلات الاطفال في مصر؟... دعونا نبدأ بعمالة الأطفال في مصر.
من المعروف أنه إذا انتشرت ظاهرة عمل الأطفال, وكان لعملهم عائد اقتصادي كبير يصبح من الصعب اقناع الوالدين بتنظيم الاسرة, إن الطفل في هذه الحالة يسهم في توفير دخل للاسرة, ومن ناحية اخري يوفر تكاليف تربيته.. وهكذا ينقلب الوضع... ويصبح الطفل هو العائل لنفسه واسرته....
كم طفلا يعملون في مصر؟ يقول إحصاء1988 ان هناك مليونا و38 الف طفل يعملون في سن اقل من15 سنة... وهذا امر يخالف القانون ويستوجب العقوبة, ولكن ليس بالقوانين وحدها تعيش الناس... هناك في المحل الأول المصلحة.
ممتاز يا yourperfectguide ! شكرا جزيلا