سلو قلبي غداة سلا وثابا *** لعل على الجمال له عتابا
ويسأل في الحوادث ذو صواب *** فهل ترك الجمال له صوابا
وكنت إذا سألت القلب يوما *** تولى الدمع عن قلبي الجوابا
ولي بين الضلوع دم ولحم *** هما الواهي الذي ثكل الشبابا
تسرب في الدموع فقلت:ولى *** وصفق في الضلوع فقلت: ثابا
ولو خلقت قلوب من حديد *** لما حملت كما حمل العذابا
ولا ينبيك عن خلق الليالي *** كمن فقد الأحبة و الصحابا
فمن يغتر بالدنيا فإني *** لبست بها فأبليت الثيابا
جنيت بروضها وردا وشوكا *** وذقت بكأسها شهدا وصابا
فلم أر غير حكم الله حكما *** ولم أر دون باب الله بابا
وأن البر خير في حياة *** وأبقى بعد صاحبه ثوابا
ولولا البخل لم يهلك فريق *** على الأقدار تلقاهم غضابا
تعبت بأهله لوما وقبلي *** دعاة البر قد سئموا الخطابا
نبي البر بينه سبيلا *** وسن خلاله وهدى الشعابا
تفرق بعد عيسى الناس فيه *** فلما جاء كان لهم متابا
وعلمنا بناء المجد حتى *** أخذنا إمرة الأرض اغتصابا
وما نيل المطالب بالتمني *** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال *** إذا الإقدام كان لهم ركابا
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا
فما عرف البلاغة ذو بيان *** إذا لم يتخذك له كتابا
مدحت المالكين فزدت قدرا *** فحين مدحتك اقتدت السحابا
سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجابا
وما للمسلمين سواك حصن *** إذا ما الضر مسهم ونابا
كأن النحس حين جرى عليهم *** أطار بكل مملكة غرابا
ولو حفظوا سبيلك كان نورا *** وكان من النحوس لهم حجابا
بنيت لهم من الأخلاق ركنا *** فخانوا الركن فانهدم اضطرابا